محمد كعبية
بعضنا يشعر كالأغراب حتى داخل عائلاتنا، الكثير منا بيته مجرد حيطان تأويه حين الرجوع مساءً من عمله ومكان لتناول العشاء.
قلّما نشاهد مجالس اجتماعية، بل بالعكس يتبادر دومًا السؤال لأذهاننا: هل هنالك مناسبة اجتماعية؟ والأدهى من ذلك هو وصولنا لحالة تشبه الغرب، فضيوفنا عليهم إعلامنا بمجيئهم قبل أسبوع ليتسنى لنا تحضير أنفسنا لاستقبالهم.
الأحاديث مقتضبة وفاترة.
لا أنكر أن كثرة الأعباء والمشاغل اليومية تؤثر على تفكيرنا وتحتل مركزًا متصدرًا في حياتنا. الأوضاع المالية ليست بأحسن الأحوال وخصوصًا في الوسط العربي.
لا أنكر أن كثرة الأعباء والمشاغل اليومية تؤثر على تفكيرنا وتحتل مركزًا متصدرًا في حياتنا. الأوضاع المالية ليست بأحسن الأحوال وخصوصًا في الوسط العربي.
البطالة، مشاكل العنف، الأوضاع التعليمية لأبنائنا، وصعوبة الاختيار كلها أمور مؤثرة سلبًا.
ولكن بالرغم من كلّ هذه الأسباب الدافعة لنا، نذكر قول الرسول الأعظم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر».
وأنا أميل للاعتقاد بأنّ جميع أبناء المجتمع العربي على اختلاف مذاهبهم واطيافهم، هم الجسد الواحد، وما زال الخير فينا وما زالت جمرة النخوة والمروءة مشتعلة تحت الرماد.
فلنحافظ عليها متقدة مشتعلة مميِّزة لعروبتنا، بإمكان كل شخص منا إعادة التفكير بعلاقاته الاجتماعية، لنبدأ بأنفسنا بوضع قائمة بسيطة تتضمن أناسًا نهتم بأمرهم ولكننا تجاهلناهم رغمًا عنا لضيق الوقت في الآونة الأخيرة.
لنبدأ بالسؤال عنهم، وهنا يُفضَّل اللقاء الشخصي حتى وإن كان لدقائق معدودة، وإذا تعذّر الأمر، فمجرّد المهاتفة كفيل بأن يذيب برد الثلوج العاطفية عن تلك العلاقة.
حاول أن تتخيل مدى سعادة أقاربك أوعائلتك عند اهتمامك بهم، عند مجالستهم، عند سماعهم صوتك،عند رؤيتهم لابتسامتك المُحبّة. حاول ولا تيأس! فالعلاقات الاجتماعية، حسب الأبحاث، تقوّي المناعة وتُبعد عنا شر الأمراض والاكتئاب.
Leave a Reply