ماذا نحتاج لكي تصبح قرية بئر المكسور أفضل؟

البلد اليوم
سؤال المليون شيكل كما يعتقد الجميع ، الغريب في الأمر أن الإجابة لا تحتاج إلى عقل اينشتاين أو جاذبية نيوتن ، كل ما نحتاجه هو أن نضع أيدينا على جراحنا نخبر بها الجميع ومن ثم نقترح الحلول ومن بعدها نلجأ إلى خطة التنفيذ فوراً ..
نحن بلد فيها ما يقارب 8500 مواطن ، 5 مؤسسات تعليمية رسمية ، سلطة محلية منذ سنة 1990 ، بلد شابة تقارب 65 سنة فقط ، مع هذا كله لا يوجد عندنا أي مؤسسة اقتصادية ، يتخرج ما يقارب 140 طالب بنسبة بجروت كاملة تقارب 40% يتعلم منهم 10 إلى 20 طالب فقط كل فوج ، 70% من هؤلاء الطلاب يتعلمون مواضيع اجتماعية ولغات والباقي يتجهون الى الطب والهندسة وعلى الأغلب خارج البلاد ، 80 طالب أكاديمي فقط في بئر المكسور في سنوات دراسية مختلفة ومواضيع متشابهة أكثر من 75% منهم إناث ، نسبة البطالة في بئر المكسور مرتفعة نسبياً ، ونسبة الدخل من الأعمال الصغيرة تكاد تصل نسبتها إلى 2% فقط من نسبة إجمالي الدخل للفرد في بئر المكسور الذي يصل إلى 3500 شيكل للفرد ، بئر المكسور تقبع في الدرجة قبل الأخيرة من عشر درجات في السلم الاقتصادي الإسرائيلي ، معدل الدخل يصل إلى 8400 شيكل تقريبا، أي أنه أكبر من معدل الدخل بمرة تقريباً .
في بئر المكسور لا يوجد شبكة مياه صرف صحي منظمة، البيئة العامة غير نظيفة كلياً ، رغم أن القرية جديدة وشابة ، المسطح كباقي القرى العربية في البلاد لا يتلاءم مع متطلبات البناء والشباب في القرية ، لا يوجد أي مراكز تسلية ليلية منظمة غير نواصي الشوارع وأرصفتها ، هنالك تقريبا 6 ملاعب لكرة القدم المصغرة يضاء منها اثنين فقط والباقي تتعطل فيها الإضاءة باستمرار بالإضافة الى كون 5 ملاعب منها تابعة للمؤسسات التربوية في القرية .
ولا ننسى أيضا فريقين لكرة القدم في الدرجة الثالثة وملعب بلدي واحد لكلا الفريقين ، ومركز جماهيري ، بيت للمسن ومركز للشباب،أما الفعاليات اللامنهجية فهي تقتصر على تلك المقرونة بالأطر اللامنهجية التابعة للمجلس المحلي، أما الأطر الخاصة فهي معدومة ، الفعاليات التربوية الخاصة تقام بشكل عام في المساجد أو بمناسبة الأعياد فقط .
لا يوجد أي جمعية فعالة اجتماعياً ، لا يوجد رابطة للطلاب الجامعيين، لا يوجد اي شخصيات فاعلة اجتماعيا غير مقرونة بالعمل السياسي ، لا يوجد أي نشاط فني ، رغم كون هذه القرية بدوية وأكبر تجمع بدوي في الشمال الا أنها لا تحوي أي مؤسسة تراثية تجمع الموروث العربي الأصيل للقرى البدوية ولا الموروث الخاص للقرية .
كل هذه النقاط أعلاه هي نقاط للتفكر في المشاكل التي تعيق تقدم القرية إلى مكان أفضل نسعى إليه مستقبلاً ، هذا لا يعني أبداً أن القرية لم تتقدم خلال سنوات عمرها القصير ، على العكس تماما فقد تقدمت القرية وبصورة جميلة جدا خلال السنوات الأخيرة خاصة تلك المتعلقة بوجود المجلس المحلي أي منذ سنة 1990 وحتى اليوم .
ولا بد أيضا من الاعتراف بأحقية رؤساء المجالس المحلية الذين تداوروا وظيفة رئيس المجلس المحلي حتى اليوم ، ولا يجوز لأي شخص أن ينكر دور السلطة المحلية في تحسين أوضاع القرية منذ سنوات التسعين وحتى اليوم ، وأولئك الذي ينسبون المسؤولية الكاملة عن وضع القرية الحالي الى السلطة المحلية فهو “غبي” يبحث عن ذبيحة يعلقها على مذبح العائلية بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات المحلية .
المسؤولية عن تحسين وضع القرية إلى مكان أفضل يقع على عاتق جميع أفراد القرية فرداً فرداً ،لهذا يجب علينا الاعتراف بكل هذه المعوقات أولا ومن ثم الأخذ على عاتقنا المسؤولية الجماعية من أجل تحسين وضع القرية التي نحن جزء لا يتجزأ منها .
مفتاح التحسين للقرية يبدأ بالفرد وبالتعليم وخاصة التعليم الأكاديمي، زيادة نسبة الطلاب الجامعيين هي أحد الأسباب الرئيسية في تطور القرية اقتصادياً واجتماعياً .. لماذا؟ لان هؤلاء هم في الأغلب القوى البشرية التي ستقود التغيير المستقبلي وإذ ما توفرت لهم البيئة المناسبة سيكونون العامل المساعد في تقوية التنافس الايجابي في القرية .
بئر المكسور وبلاد العجائب
تعالوا تخيلوا معي أنكم “اليس في بلاد العجائب” وأن كل شخص في هذه القرية سيهتم في توفير بيئة أفضل وجو داعم للتعليم الأكاديمي وعلى سبيل المبادرة ستقوم في بئر المكسور من أربعة الى خمس جمعيات داعمة للفعاليات اللامنهجية والتربوية إضافة الى صندوق دعم للطلاب الجامعيين يتبرع فيه الناس شهرياً 10 شواقل من كل فرد إلى هذا الصندوق اي ما يعادل 8500مواطن ضرب 12شهر يساوي 102000ضرب 10 شواقل يساوي مليون وعشرين الف شيكل سنوياً لصندوق دعم الطلاب الجامعيين .
يعني إذا دفع الفرد 120 شيكل سنوياً سيوفر قسط جامعي كامل تقريبا للطلاب الجامعيين في بئر المكسور ومنهم ابنه وابن أخيه وجاره وصديقة وابن اخ صديقه وجاره ، الأمر الذي سيزيد كمية الطلاب الجامعيين في القرية بطريقة فعّالة جداً.
أما الجمعيات الجديدة فتتنافس فيما بينها من أجل إبراز قدراتها في تنظيم الأمسيات التربوية والفعاليات اللامنهجية ، وعلى الأغلب أن جمعيات أخرى ستقوم وتنظم أطر شبابية واعدة من أجل القيادة والتعليم ، ولا بد لنا أن نتخيل الموقف بعد أن تتكون عندنا كودار كهذه كيف سيكون وضع قريتنا عندها دون أن ننتظر العطف من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية على حد سواء .
وعلى الأغلب أيضاً أن السلطة المحلية ستدخل جو المنافسة وستحاول تقديم شيء ابداعي هذه المرة لهذا تقرر بعد وقت تخصيص بناية تجمع بداخلها موروثات تراثية وصور تراثية عن حياة البدو وعشيرة الحجيرات ، الأمر الذي يجعل القرية مزاراً للسياح وطالبي الثقافة والعلم .
حتى وإن كانت هذه الأشياء التي ذكرتها سابقاً تبدو حلما إلا أنها على الأغلب بسيطة جداً لدرجة بأن أي فرد نشيط اجتماعياً يستطيع النهوض باكراً ليقدم لهذه القرية مشروع نهضوي جديد يجعلنا نتقدم خطوة جديدة في موكب الحضارة .. في كل المجالات في جميع الأصعدة ودون أن ينتظر من أي سلطة محلية أو قطرية أن تغير له حياته .. التغيير الحقيقي لا يحتاج إلى رئيس مجلس محلي ولا إلى “غاندي ” أو “تشي جفارا ” ، التغيير الحقيقي يحتاج الينا نحن الأفراد ويحتاج الى مبادرات يتم إخراجها إلى حيز التنفيذ .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.




%d