الشجاعة في زمن الكورونا

ادهم غدير – زوفة

حتى هذه اللحظة التي نكتب فيها مقالنا الافتتاحي هذا كان عدد المصابين بمرض الكورونا في البلاد قد وصل الى ٨٨٣ شخص مع ميت واحد و٣٦ تماثلوا للشفاء ، أما التوقعات فهي زيادة ما يقارب ال٣٠٠ شخص إضافي على الأغلب حتى صباح اليوم التالي ، وذلك بسبب توقف المختبرات من تحليل العينات خلال يوم السبت .
إذا الحقيقة مؤلمة وهذه الآفة التي أخذت تتغلغل بقوة في مجتمعنا ستطرق أبواب الأحياء وأرصفة الشوارع في قرانا العربية وليس لأنها خطرة يجب أن نخاف ونحذر منها بل لأن هذه الآفة او هذا الفيروس أصح تعبيرا يستهدف ويضر بشريحة مهمة جدا بالنسبة لنا الا وهم كبار السن من اهلينا وأحبائنا .
إذا الحقيقة أن مشكلتنا مع هذا الفيروس هو سرعة الانتشار الغريبة التي جعلته وباءا يصيبنا أكثر من كونه مرضا عاديا او أنفلونزا عابرة، أضف إلى ذلك أن كثرة الإصابات ممكن ان تولد انفجارا في المستشفيات وهنا تكم المعضلة الحقيقية عندما يتعلق الأمر بعدم قدرة واستيعاب الجهاز الطبي لاحتواء هذا الوباء بسبب كثرة عدد المصابين .
لهذا فإن النداء المستمر من قبل الأطباء والصيادلة وأصحاب المهن الطبية بأن نلتزم بيوتنا كان بهدف الحد من انتشار هذا الفيروس والسيطرة على انتشاره ، للأسف الشديد أن هذا النداء يتكسر على أسوار الواقع عندما تتجول في سيارتك في اي قرية عربية ، وذلك لأننا ننتظر المصائب أن تدخل ساحاتنا ولا نكتفي أبدا بالتحذير والوعيد الذي أرسلوه اصحاب المهن الطبية والمختصين .

اهلنا ابناء القرى العربية البدوية في الشمال الزموا بيوتكم لا تخرجوا الى لحاجة ملحة وضرورية من أجل اهلنا وذوينا من أجل مجتمعنا من أجلكم أنتم ، تقيدوا بالتعليمات والزموا أهليكم استغلوا هذا الوقت من أجل تقوية الروابط الاجتماعية في البيت من أجل تعليم اولادكم ، أو قراءة كتاب .. الشجاعة الحقيقية هي المسؤولية الجماعية وتحملها عندما يتخاذل الجميع..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.