بقلم : خضر الطيب
عقد المجلس المحلي يوم الخميس الموافق 23/1/2020 جلسة لإقرار الميزانية والتي كانت تفوق 60 مليون شيكل. أغلب بنود الميزانية هي مدفوعات على التعليم. الغريب في الأمر هو ان اربعة أعضاء مجلس محلي وهم منتخبي جمهور، صوّتوا ضد الميزانية. أنا قلت عدة مرات في الماضي بأن المجالس المحلية هي سياسة. أي أن التحاور والتعامل بين الأعضاء والرئيس مبني على السياسة. والكل، إن كان رئيس أو عضو مجلس يبني نفسه مستقبلا على السياسة التي مارسها خلال عضويته في المجلس. وأن يضع الجمهور ناخبيه كيف تعامل مع الرئيس بأمور لمصلحة القرية وكيف أجبر الرئيس بالتصويت لبنود تقدم بها ذلك العضو. يكون في هذه الحالة قد تغلب سياسيا على رئيس المجلس. وأنا أسألكم وأسأل ربعي (يخزي العين) ما كان السبب الذي أجبركم على التصويت ضد الميزانية؟
من المفروض على كل عضو لديه أي تحفّظ حول بنود الميزانية أن يبديها قبل عملية التصويت وأن يوضح بأن أسباب رفضه لها هو أنّ الميزانية تشتمل على بنود ضد مصلحة القرية. وحيث لم يكن هناك أي اعتراض أو ابداء تحفظات على بنود الميزانية، سأل الرئيس مَن مع الميزانية ومن ضدها. عندها طلبتم تأجيل التصويت على الميزانية. هيا بنا نفتح الدفاتر سويا!! صراحة، قبل أسبوعين من التصويت كنت أعرف جيدا بأنكم ستصوتوا ضد الميزانية!! وفعلا تم تأكيد ذلك عندما حضرتم جلسة المجلس ولديكم نوايا سابقة بعدم التصويت على الميزانية!!
في 30/12/2019، أي قبل التصويت بـ 23 يوما، كل عضو مجلس حصل على نسخة من الميزانية ليقرأها ويصلح أية أخطاء فيها. وحدث ذلك في السابق مرارا وتكرارا. وأيضا يحق لكل قائمة من أعضاء المجلس قراءة ما يناسبها في الميزانية وغير ذلك. على سبيل المثال، يكون هناك بند رياضة مثلا وميزانيته شيكل، من حقك أن تدرس مع محاسب المجلس كيف يمكن زيادة بند الرياضة من شيكل واحد إلى شيكل ونصف، وتأتي قائمة ثانية وتقول بأن بند الشؤون الاجتماعية غير كافي وتطلب زيادة بذلك، أي يحصل نقاش بين الأعضاء ومحاسب المجلس قبل التصويت على الميزانية. أي من يضع الميزانية ومن مسؤول عنها هو المحاسب.
خلال فترة الدكتور ياسر، كنت عضو للمجلس المحلي وكانت هناك خلافات قوية بيني وبينه من ناحية سياسية، ولكن كان دائما تفكيري بمصلحة القرية هو الأهم. في 2/4/2009 كانت هناك جلسة لتمرير الميزانية والمصادقة عليها. عندما استلمت أوراق الميزانية درستها وكنت أتعاون مع المحاسب وأيضا مع المحامي لقراءة البنود من ناحية قانونية لأنهم خبراء في هذا الشأن. كنت أسأل ولم أخجل من سؤالي ونضع النقاط على المسائل التي كنا نرى بأنّ هناك أخطاء في هذه البنود. كنت أدخل إلى غرفة الرئيس ونحن مختلفين وأقول له بأن هناك جلسة مجلس بالنسبة للميزانية، وأريد أن أضيف بعض البنود. بدون تردد كان يقول لي، اجلس أنت والمحاسب وتحدث معه بما تراه مناسبا. فعلا كنت أجلس مع المحاسب أحمد سعيد ونضع البنود سويا. وعندما يتم احضار الميزانية للتصويت عليها، يتم التصويت من جميع أعضاء المجلس. اقرأ أنت وهو المستند المرفق.
لي الفخر بأنني أول عضو مجلس محلي في بير المكسور يضع بند في الميزانية لدعم الطلاب الجامعيين، وأيضا لي الفخر أن أطلب دعم لمشروع حاسوب لكل طفل.
أهلنا الأعزاء،
يسأل رئيس المجلس أحد أعضاء (يخزي العين) لماذا لم تدرسوا الميزانية؟ فكان الرد من أحد الأعضاء بأن محاسب المجلس لم يتصل به. يا سلام …. يا سلام …. أسألكم، أين درستم قانون المجالس؟ متى كان ينبغي على المحاسب الاتصال بالأعضاء والطلب منهم مراجعة الميزانية؟ أنا أسأل وبكل صراحة وبكل وضوح، من كان بالأحرى أن تطلبوا ميزانية لفرق الرياضة أو التعليم او الرفاه الاجتماعي، أو أي طلب كان لمصلحة المواطن أم طلبكم تصوير جلسات المجلس بث مباشر؟ إذن، عدم تقديم بنود وطلبات لمصلحة القرية في الميزانية لا يخدم القرية، وأنّ عدم تصويتكم على الميزانية هو فقط المعارضة حتى لو يريد الرئيس أن يبني جامع أو مدرسة ستعارضوا من منطلق شوفوني يا ناس!! فهذا هو فشلكم وهو فشل ذريع.
أنا أكتب وأقول رأيي بكل صراحة بالنسبة للميزانية، كتابتي هذه لا تقلل من احترامي لكم. من يصوت ضد الميزانية بدون دراستها فهذا فشل كبير. وإن كنتم تفكرون بأنني أظلمكم، الرجاء أعطوني جلسة واحدة تم فيها تقديم بند لمصلحة القرية وأهلها. بالنسبة للدبور، المعادلة الحسابية هي بسيطة. ميزانية + المحاسب لم يتصل + تصويت ضد الميزانية = يخزي العين عليكم!!
اخوكم الدبور ( خضر الطيب )
*المقالات المنشورة في زاوية رأي او مقالات تعبر عن رأي كاتبيها وليس بالضرورة عن رأي موقع زوفة والعاملين عليه، اي خطأ في المعلومات او السياق يعود الى كاتب المقال زوفة ليست مسؤولة عنه، نحن نتيح امكانية الرد على المقالات اذا كان الرد يندرج تحت اطار اللغة السليمة والذوق العام .
Leave a Reply