رسالة الى قادة القائمة المشتركة

تذكرون قصة الشيخ الذي اشرف على الموت , فنادى اولاده للجلوس حوله , وطلب منهم احضار حزمه من العيدان , واخذ منها عيدان فرادا فاستطاع كسرها ,ولكن عندما وضع العيدان في حزمه واحده صعب كسرها , قال لهم ان تفرقتم ضعفتم وان توحدتم قويتم , فابقوا متحدين يا قيادات أحزابنا المحترمين لتكونوا اقوياء ولتحافظوا على مصالح شعبنا .

الاخوة الأعزاء كل مسيره تحدث بها اخطاء هنا وهناك , ولكن هذه الاخطاء يجب ان لا تعرقل السير معا أو المس بالوحدة الوطنية التي جمعتكم في قائمه مشتركه في أحلك الظروف التي لم تتغير منذ ذلك الوقت , بل اليوم ازدادت سوأ ، وعليكم الحفاظ على هذه الوحدة وصونها , وهذا واجب وطني مقدس ، والتعلم من الاخطاء سمة من سمات القيادات الناجحة والاستفادة من الدروس السابقة، من اجل تفادي المخاطر والفشل ,وان حصلت بعض السلبيات أو الاشكاليات , فاحصروها وحلوها ولا تسببوا الفرقة والنزاع , وعندها ستفشل جهودكم حتما , وعليكم علاج أي مشكله تحدث بحكمة وبعقل رزين , فمجتمعنا موجود في سفينة واحده , وأي ثقب في بطن السفينة سيغرق الجميع , ويجب الاستفادة من أخطاء الماضي حتى لا تتكرر في المستقبل .
وما أحوجنا هذه الأيام للوحدة من اجل الوقوف امام سياسة هدم البيوت , ومعالجة العنف المستشري في مجتمعنا , وعلاج مشكلة المخدرات المنتشرة بشكل واسع بين شبابنا , والذي يحتاج منا جميعا مزيدا من التكاتف واليقظة والوحدة الوطنية , فخوض ال انتخابات متفرقين سيحرق أصوات كثيرة , وسنحصل على مقاعد اقل, وخوضها مجتمعين يمكننا من الحصول على مقاعد اكثر , وهذا يصب في مصلحة مجتمعنا . وعليكم الامتثال لقول الله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “.

كلي أمل ان تعاد صياغة القائمة المشتركة من جديد , لان هذا مطلب الساعة , وان يرحل اليمين المتطرف عن الحكم , فان هذه الحكومة تجهر بالعداء الى المواطنين العرب , ووسعت الهوة بين الشعبين اليهودي والعربي , وزادت التوتر بينهما , مما أدى الى اعتداءات بعض المتطرفين اليهود على العرب بسبب سياسة التحريض , وعلى قياداتنا السياسية بعد انتهاء انتخابات الكنيست ان تسعى وتتبني استراتيجية واضحه , بعكس سياسة الحكومة , وهي بناء الجسور مع المجتمع اليهودي وتحسين العلاقات , وإبقاء شعرة معاوية تربط بين الشعبين , لان مصالح الشعبين مرتبطة مع بعضها البعض ,فطلابنا يتعلمون في جامعاتهم , ونعالج مرضنا في مستشفياتهم وعمانا يعملون في ورشاتهم ولا بد من مبادرات لتحسين العلاقة بين الشعبين لينعم الجميع بالأمن والاطمئنان والسلام .

وأخيرا وليس آخرا , ليكن شعارنا نختلف مع بعضنا البعض , ولكن نستخلص العبر من أخطاء الماضي لنأتلف من جديد مرة أخرى , حتى نواجه التحديات الخطيرة التي تواجه مجتمعنا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها مجتمعنا .

الدكتور صالح نجيدات

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.