عرب العرامشة – قريه صغيره وأحداث كبيرة

*عرب العرامشة يرجع نسبهم إلى اللّهيب، ولهم أبناء عم في جبل عامل وعكار في لبنان، اشتهر اللّهيب بفروسيّتهم وكثرة غاراتهم، وكان العرامشة يقضون الشتاء في قضاء عكا وجنوب لبنان
*تحتوي القرية على: مدرسة ابتدائية، مركز جماهيري، عيادة تابعة لصندوق المرضى، وبعض المصالح الصغيرة.
يتعلم أبناء القرية في المدرسة الابتدائية حتى الصف السادس، ومن ثمّ يستكملون المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة السلام


إيهاب مزعل | صفحة إيهاب مزعل على الفيسبوك | ممرض|مصور فوتوغرافي | ومؤسس موقع قرابة


1920363_992146080799168_8603007925515230529_n
ايهاب مزعل

عرب العرامشة هي قرية عربية بدوية في شمال البلاد، تقع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، عدد سكانها يربو على 1500 نسمة، يعيشون في ظروف أمنية واقتصادية صعبة، حيث تعدّ عرب العرامشة أقرب القرى والبلدات إلى الحدود اللبنانية، باعتبارها أول خطوط المواجهة حسب التصنيف الاسرائيلي، حيث ارتفع فيها ثلاثة شهداء جرّاء سقوط صواريخ الكاتيوشا خلال الحرب الأخيرة في الشمال، لكنها رغم ذلك تعدّ من أكثر البلدات والقرى في المنطقة الشمالية فقرًا وإجحافًا، نتيجة للتمييز الصارخ وللإهمال الذي تلقاه من قبل المجلس الإقليمي “ماتيه آشير” ومن قبل مختلف المؤسسات الرسمية.
تدير القرية لجنة محلية منتخبة من قبل سكانها، بالتوافق مع المجلس الاقليمي.
تحتوي القرية على: مدرسة ابتدائية، مركز جماهيري، عيادة تابعة لصندوق المرضى، وبعض المصالح الصغيرة.
يتعلم أبناء القرية في المدرسة الابتدائية حتى الصف السادس، ومن ثمّ يستكملون المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة السلام المشتركة (المزرعة – العرامشة – دنّون) في قرية الشيخ دنّون.
يعمل معظم سكانها في المصانع المجاورة، وهناك أقلية من أصحاب المصالح الشخصية، وعدد من الأكاديميين آخذ بالازدياد في السنوات الأخيرة، يعملون في مجالات اختصاصهم.

نبذة تاريخيّة
عرب العرامشة يرجع نسبهم إلى اللّهيب، ولهم أبناء عم في جبل عامل وعكار في لبنان، اشتهر اللّهيب بفروسيّتهم وكثرة غاراتهم، وكان العرامشة يقضون الشتاء في قضاء عكا وجنوب لبنان، ومنهم من ينزل ضفاف الحولة وقرب جسر بنات يعقوب، وفي الصيف ينزلون شماليّ صفد وشرقها، واللّهيب بطن من الجبور من القحطانية، ولهم أبناء عم في الجولان وشماليّ سوريا والعراق، وجميعهم يعودون بأصلهم إلى لهيب العراق.
أُقيمت عشيرة عرب العرامشة في بلدة جُردية على الحدود الشماليّة لفلسطين، وفي الظهيرة أقصى جنوب لبنان، حيث فُصلت جُردية عن الظهيرة بموجب اتفاق سايكس- بيكو عام 1916. ومن القرى التابعة للعشيرة: إدمث ، عربين ، النواجير .
لأبناء العشيرة دور نضالي في التاريخ الفلسطينيّ، حيث أمضى عدد منهم سنوات طويلة في السجون الاسرائيليّة على خلفية تنفيذهم لعمليات فدائيّة وتسهيلها في أواخر الستينيّات والسبعينيات من القرن الماضي.

أجزاء القرية
جردية والنواجير : الجزء المحاذي للحدود، بقي فيه أقل من عشرة بيوت، حيث تمّ منح الأغلبيّة أراضٍ كبديل لمغادرتها.

بينما إدمث أو ما تُسمّى اليوم بـِ”خربة إدمث” فهي موقع أثري يقع قرب الحدود اللبنانيّة الإسرائيليّة، إلى الجنوب الشرقيّ من كيبوتس حانيتا، والشمال الغربيّ من كيبوتس إيلون، والجنوب الشرقيّ من قرية علما الشعب اللبنانية. سكنها نفر من عرب العرامشة منذ الفترة العثمانيّة إلى أن قامت دولة إسرائيل بترحيلهم في أواخر السبعينيّات وبداية الثمانينيّات في غفلة من الزمن (بلغ عدد سكانها في حينه أكثر من 500 نسمة) إلى المزرعة المجاورة وهي عرب العرامشة اليوم. في الموقع، بالإضافة إلى بقايا البيوت العربيّة ومقبرة القرية وبساتينها، آثار من عصور قديمة، البرونزيّ والحديديّ والرومانيّ والبيزنطيّ.
أطلال إدمث عبارة عن بعض الدور الحجريّة القديمة، والتي عاقبتها يد الهدّامين وتركتها شاهدة على ما حلّ بها. تعيش إدمث بين أنقاض بيوتها المهدّمة وأشجار التين الباسقة الشّاهدة على ذِكريات أحيائها بانتظار قدومهم إليها أمواتًا للسّكنة الأبديّة، فلم يُسمح لهم بالعودة للسكن فيها، بل فقط لدفن أبناء القرية في المقبرة الواقعة على أراضيها. دفع أهلها الثمن غاليًا، في البداية كانوا أفرادًا ثم أزواجًا ثم جماعات.

تغير كل شيء في الوقت الحاضر في إدمث، إذ أصبح فيها شوارع معبدة، ممرات جميلة، متنزهات واسعة. لقد أصبحت محمية طبيعية ومنتجع مكتظ فيه سيّاح يرتعون، يلعبون ويلهون فيها.

لقد اختفت الحياة الحقيقيّة من إدمث، وأصبح كل شيء بدون طعم وعلقمًا، برغم ما أمدّوها من سبل الحياة، ربّما لأنّ أهلها الأصليّين طُردوا منها، وأصبح كلّ شيء مزعجًا وموحشًا أكثر من وحشة القبور في المقبرة الباقية، والتي ما زالت محاولات السّلطات لإغلاقها جارية على قدم وساق.

قصة أمير الشعراء شوقي في العرامشة

يذكر أهل العرامشة أنّ الشّاعر أحمد شوقي -أمير الشعراء- مرّ ذات يوم في ديارهم، في عشرينيات القرن الماضي، حيث كان الشاعر أحمد شوقي ذات يوم في طريقه إلى لبنان، يحمل في جعبته قصيدته (يا جارة الوادي) التي غنّاها المطرب محمد عبدالوهاب، لينشدها في محفل شعري أقيم لهذا الغرض عام 1928. كان الحفل المقام حول النار المتوهّجة كحريق عرسًا لأحدهم في ليل حالك، تتخلّله الدبكات البدوية والرقص الشعبيّ المتوارث. وساعة حطّ شوقي قدمه وجماعته على أرض المكان، انطلقت الزغاريد ترحيبًا بالقادمين واعتزازًا بالزيارة المفاجئة.
شاع الخبر بين أفراد العشيرة كالنار في هشيم يابس، وتناقلوا الخبر: إنّه أحمد شوقي، أمير الشعراء وشاعر مصر الأكبر وصاحب دواوين الشعر!
أسرع والد العريس ليدخل الضيوف إلى الخيمة، ويتفرّغ لخدمة الضيوف الذين يتقدّمهم رجل قصير يعتمر طربوشًا على رأسه بملابس اإفرنجية، تشدّ يده على عصا ذات مقبض فضّيّ، أخذ مقعده وجماعته في الخيمة.
أسرّ والد العروس البدويّة ريحانة، والتي كانت تغنّي في حلقة القوم الراقصين حول النار ، أسرّ إليها ببضع كلمات، شاعت بعدها في المكان أنغام عذبة رقيقة، تحيّةً لشوقي وصحبه بأبيات ارتجاليّة من الدّلعونة:
على دلعونا، على دلعونا … أهلاً وسهلاً يلّي يحبّونا
يا أحمد شوقي عِنْدينا قاصد … وما عنا كرسي وعالريضه قاعد
يا أحمد شوقي يا بو القصايد … يَلِّي كلماتك بِتْهِزّ الكونا
فيك وبرجالك أهلاً يا مصري … يلّي بقصدانك بتسَجّل نصري
شوقي يا شوقي يا عالي القصري… كُل مّره مَيّلْ عالخيمة هونا
شوقي يا شوقي وأنت الأميري … وشو تِبقى العجنة لولا الخميره
يا ريتني أبقى بِنْتَك لِزْغيِره … وأبقى خَدّامك واني الممنونا
أخيرًا، يتمنى سكان العرامشة ازدهار وتطوّر قريتهم، ورجوع أهالي إدمث إليها، وضم الظهيرة مجددًا

 

 

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.