مقابلة مع اللاعب محمد غدير لاعب فريق ابناء سخنين

التقاه : هيثم الجاسم – تصوير رشاد خلايلة
نجم كرة القدم محمد غدير ابن المجتمع العربي البدوي في مقابلة خاصة لمجلة زوفة يقول فيها :
* أنا مسرور جدًا لأنّ تجربتي كانت بمثابة بوّابة يدخل منها الكثير من الشباب الذين يملكون المواهب لكي يصبحوا لاعبين محترفين.
* لا أحبّ التّعامل مع أيّ إنسان عنصريّ، لأنّني بعيد كل البعد عن هذه مبدأ العنصريّة.
* نحن في القرى البدويّة في معضلة كبيرة في كلّ ما يخصّ كرة القدم.
* أهمّ شيء في حياتِنا المحافظة على صلاتنا وعلى رضى الوالدين.


كيف تقيّم نفسك كلاعب محترف اليوم في هذه المرحلة؟
أنا -كلاعب- مررت بمرحلة التجريب، والآن -والحمد لله- اكتسبت بعض الخبرة التي تتيح لي أن أقول عن نفسي: إنّني محترف! مع هذا، ما زلت أطمح دائمًا للوصول إلى مستوى أعلى ممّا أنا عليه اليوم.
إلى أيّ مدى أثّر على حياتك الخاصة كونك لاعب كرة قدم مشهور؟
الشهرة لها وجهان: وجه إيجابيّ وآخَر سلبيّ، وأنا شخصيًا تعرّضت لمواقف من كِلا الوجهَين، فعلى سبيل المثال: عندما يكون وضعي في الفريق جيدًا أو ممتازًا، أجد ردود فعل إيجابيّة ممّن يصادفني في الطريق وممّن يعرفني، كما أنالُ الكثير من الثّناء على أدائي وأداء فريقي ، والعكس صحيح كذلك، فإذا كان وضع الفريق سيئًا تجد الانتقادات تنهال عليهِ من كل صوب، ومع هذا فأنا أتقبّل جميع الآراء من الجميع، لكوني لاعب محترف، ويجب عليّ أن أتصرّف بروح رياضيّة عالية حتى في حياتي اليومية.
IMG-20141216-WA0008
هنالك الكثير من الشّباب يعتبرونك مثلًا أعلى في حياتهم، هل يخيفك الأمر ؟
كوني قدوة للكثير من شبابنا أمر يضع على كاهلي مسؤولية كبيرة، لأنّني يجب أن أخضع لمعايير أخلاقيّة تؤهّلني لهذا الشيء، وأنا مسرور جدًا -من ناحية أخرى- لأنّ تجربتي كانت بمثابة بوابة يدخل منها الكثير من الشباب الذين يملكون المواهب، لكي يصبحوا لاعبين محترفين في المستقبل.
أكثر ما يسعدني عندما أرى شبابًا صغارًا يقفون عند مدخل القرية، متوجهين إلى تمارينهم في مختلف النوادي، يركضون وراء حلمهم بكلّ مثابرة وعزم.
ما هي أصعب فترة مررت بها كلاعب كرة قدم؟ ولماذا؟
من أصعب الفترات في حياتي تلك التي قضيتها خارج البلاد كلاعب محترف في بلجيكا في فريق «بيفرن»، حيث كنت أقضيها في بلاد الغربة بعيدًا عن بلادي، إضافة إلى أنّني تعرّضت إلى ثلاث إصابات، وأجريت ثلاث عمليات جراحية، ومن أكثر اللحظات التي أثّرت فيَّ عند خروجي من إحدى العمليات، لأجد نفسي في ممرّ المستشفى وحيدًا دون رفيق، في بلاد غريبة وبعد عملية جراحية، فكيف سيكون شعوري حسب رأيك عندها؟ شعور بالمرارة والوحدة! هذه التجربة أثرت فيّ كثيرًا، وجعلتني أنظر إلى الأمور بمنظور آخر مختلف عن ذلك الذي كنت أنظر من خلاله في السابق. أشعر بأنّني كبرتُ هناك وأصبحتُ أكثر نضوجًا فكريًا وكرويًا.IMG-20141216-WA0005
في أحد البرامج من خلال إحدى القنوات، وضعوك أمام شخص عنصريّ، ما هو الإحساس الذي طغى عليك عندما شاهدت هذا التقرير في التلفزيون؟
أولًا وقبل كلّ شيء، يجب أن أشرح الموقف، فأنا شخصيًا لم أكن أعرف تفاصيل هذا البرنامج وما يتضمّنه، أو حتى الشخص نفسه، بصراحة إنّ الوضع الذي وضعتني فيه شركة الإنتاج كان محرجًا بالنسبة لي! كما أنّهم لم يشرحوا لي تفاصيل ما أنا مُقدِم عليه في هذا البرنامج، فأنا بالعادة لا أحبّ التعامل مع أي إنسان عنصريّ، لأنّني بعيد كل البعد عن هذه الفكرة، وكلّ الناس بالنسبة لي سواسية لا أفرّق بينهم أبدًا.
هذا الشخص والبرنامج على حدّ سواء حاولوا استفزازي ظنًا منهم أنّهم يستطيعون إلباسي ثوب العنصريّة وإعطاء انطباع -خاطئ- للجمهور بأنّني عنصريّ، لكنّهم فشلوا بذلك، لأنّني شخصيًا لست كذلك أبدًا! وكلّ مَن شاهد هذا البرنامج سيعرف أنّ محمد غدير أظهر الجهة الإيجابيّة للعرب في البلاد، لأنّنا بالحقيقة هكذا، وأنا أمثّل الأغلبيّة التي كانت ستتصرف مثل هذا التصرف. الكثير انتقدوا كوني استضفته في بيتي، وفي الحقيقة أنا أرى العكس، لأنّنا مضيافون وأهل كرم ونقبل الضّيف، كنت سأقبله حتى لو كان أسوأ الأشخاص، لأنني عربيّ أصيل لا أساوم على عاداتي، وكونه عنصريّ وتفوّه بكلمات لا تليق به شخصيًا، فهذا أمر لا يعنيني لأنّني عندما أتكلّم فإنّني أتكلّم باسمي كلامًا يعكس أخلاقي ومبادئي.
ما رأيك بوضع كرة القدم في القرى البدويّة؟ وماذا نحتاج لكي نصبح أفضل؟
نحن في القرى البدوية في معضلة كبيرة بالنسبة لكرة القدم، إذ أنّنا لا نضع الشخص المناسب في المكان المناسب! فحسب رأيي يجب أن يدير شؤون الفرق أشخاصٌ ذوو خبرة في هذا المجال، وما يحدث في قرانا هو العكس تمامًا، لهذا لا نرى فرقًا تصل لدرجات عُليا، وأعتقد أنّ هنالك جانبًا من التقصير يعود لشحّ الدّعم من قبل رجال الأعمال، وربّما السّلطات المحليّة لها دور في ذلك. رغم ذلك نجد أن هناك مواهب منفردة تصل في النّهاية إلى فرق كبيرة وبشكل منفرد، لأنّها لم تجد الدعم في قراها، ولو وجدنا جهات داعمة لهذه المواهب، سنراها تتطوّر وتصل إلى أعلى المراتب.
أنا شخصيًا وجدتُ أبًا داعمًا، واصلَ معي طريقي ورعَى موهبتي حتى أوصلني إلى فرق عُليا، وأنا أشكرُه جدًا!
له الفضل الكبير في نجاحي ووصولي إلى هذه المرحلة بعد توفيق الله -عز وجل- لأنّه دعمني هذا الدّعم، وأتمنّى أن يجد كلّ شابّ يملك موهبة، الدعمَ الذي حظيت به، حتّى يصل إلى تحقيق موهبتِه.IMG-20141216-WA0002
حدّثنا عن تجربتكَ في فريق أبناء سخنين!
تجربة جميلة جدًا، وأنا سعيد بها إلى اليوم -والحمد لله- وأشعر أنّ هذه الفترة هي فترة تعويض عن الفترات التي أصبت فيها وتأخرت، والآن أنا في حالة تعويض -والحمد لله- وأرجو أن أستمرّ في ذلك حتى النهاية.
هل تريد الاستمرار في أبناء سخنين؟ أم أنّ هناك توجهات أخرى؟
حاليًا أنا في سخنين، والاتّفاق الذي بيننا هو الاستمرار لهذه السنة، وبعد ذلك ينتهي عقد الاحتكار لمكابي حيفا، عندها يجب العودة إلى صفوف مكابي حيفا، مع أنّني أفضّل المضيّ قدمًا، وتوجّهي حاليًا هو نحو اللعب خارج البلاد، لكي أكمل ما قد بدأته سابقًا.
هل توجّهتْ فرق جديدة إلى محمد تطلبه للّعب معها؟
هناك الكثير من التوجّهات حاليًا، لكنّني أفضّل عدم الخوض في هذا الأمر، لأنّه ما زال مبكّرًا التّكلم في عقود لم تكتمل بعد! وأفضّل أن أرجئ الحديث عن هذه التوجهات إلى حين حدوثها فقط.
سأسألك عن مجموعة من الكلمات أريد أن تجيبني عليها بكلمة أو جملة واحدة فقط !
مرادفات يقولها محمد:
كرة القدم : حياتي.
الزواج : حبّ.
العائلة : مثلي الأعلى.
حلم : اللعب في أوروبا في أحد النوادي الكبرى.
ريال مدريد : عشقي لكرة القدم.
رونالدو : أفضل لاعب.
ميسي : من عالم آخر.
أطفال: متعة الحياة
كلمة أخيرة تحبّ قولها للناس:
أقولها للشباب: أهم شيء المحافظة على صلاتنا وعلى رضى الوالدين.
10655339_10205290913778219_3955176169282212048_o

2 Comments on مقابلة مع اللاعب محمد غدير لاعب فريق ابناء سخنين

Leave a Reply

Your email address will not be published.