
هيثم الجاسم
هذه الفكرة التي أصبحت حديث الشارع مع اقتراب موعد الانتخابات ، لماذا لا يكون مرشح بدوي وما السبب في اقصائنا سياسيا وجعلنا مجرد اصوات تدخل في الصندوق يتنازع عليها الساسة ، هذا السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة السياسية في القرى البدوية والتي بدأنا نسمع بدورنا عن محاولات هنا وهناك لإظهار كوادر سياسية جديدة تضع أسم البدو على الخارطة العربية السياسية .
في زوفة بحثنا بدورنا عن جميع الاسباب التي نعتقد بدورنا أنها تقف بيننا وبين ممثل حقيقي يمثل القرى البدوية ويكمل الفسيفساء العربي في الكنيست ، واليكم هذه المعتقدات الستة التي توصلنا اليها :
الاعتقاد الأول :
لا يوجد أي سبب أن يكون هنالك مرشح فئوي وخاصة وأن جميع الساسة تلعب على وترين ، الوتر الأول القومية والوتر الثاني الاسلام ، واعتبار التقسيم الفئوي في الاحزاب سياسة تفريق وتمس بالمبادئ الوطنية الحزبية ، لهذا فإن وجود مرشح بدوي من الشمال يعتبر مسا بوطنية الفكرة ؟؟؟!!!
الاعتقاد الثاني :
البدو في السياسة الاسرائيلية ممثلين عن طريق الحركة الاسلامية بوجود عضو الكنيست طلب ابو عرار او الحزب العربي عن طريق الممثل عنهم طلب الصانع ، وهنا جمع البدو على أنهم شريحة واحدة ، هذا الاعتقاد موجود فقط عند الاحزاب العربية وممثليها الا أنه غير موجود في ذهن المرشحين انفسهم الذين يرون أنفسهم مرشحين بالنيابة عن الحزب وعن كافة المواطنين العرب في اسرائيل .
اضافة الى أن كل «الطلبين « ابو عرار والصانع هم ممثلين بحسب رأيي لأكثر من 200 الف عربي بدوي من النقب فقط ، لأننا لم نرى خيولهم تصهل في ساحات قرانا العربية البدوية في الشمال .
الاعتقاد الثالث :
لا يوجد جهة موحدة للقرى والاحياء البدوية في الشمال توحد موقفهم وتطالب بحقهم بتمثيل في الكنيست عن طريق الاحزاب العربية ، أضافة الى ضعف منتدى السلطات البدوية وتغيبه عن الساحة السياسية والاعلامية في الفترة الأخيرة الأمر الذي يجعله نسيا منسيا في أروقة السياسة والاحزاب العربية .
إضافة الى وجود بعض الساسة البدو ممن يحاولون الانخراط في الاحزاب اليهودية الصهيونية على امل الدخول الى اروقة الكنيست الامر الذي يجعل الاحزاب العربية ترى بهذه المحاولات تسهيل لتنظيمها على حسب ميزان القوى الداخلي للأحزاب دون احتساب البدو .
إضافة الى وجود بعض الساسة البدو ممن يحاولون الانخراط في الاحزاب اليهودية الصهيونية على امل الدخول الى اروقة الكنيست الامر الذي يجعل الاحزاب العربية ترى بهذه المحاولات تسهيل لتنظيمها على حسب ميزان القوى الداخلي للأحزاب دون احتساب البدو .
الاعتقاد الرابع :
الاحزاب العربية تملك ما يكفيها من صراعات الكراسي وتحاول الحفاظ على استمراريتها داخل الكنيست من انتخابات الى أخرى ، الأمر الذي يخلق صراعات في كوادرها من أجل المحافظة على شخصيات سياسية مقربة من الاحزاب نفسها وعلى الاغلب ان هذه الشخصيات ليست بدوية وليست قريبة أصلا من كونها بدوية في هذه الاحزاب ، ويعود السبب الرئيسي الى اقصاء المجتمع البدوي عن الاحزاب السياسية العربية في وقت تأسيسها ويعود السبب للأسباب التي ذكرت سابقا .
الاعتقاد الخامس :
نظرية كون البدوي مستهلك فقط وغير منتج واقصاء فكري من قبل الممثل العربي يخرجه من الصورة دائما ، على مدار السنوات الماضية كان هناك اقصاء مضمن دون أن يكون مدروسا أو مقصودا من قبل رجال السياسة في الاحزاب العربية للعرب البدو لكونهم أولا غير مشاركين فعليا في عملية اتخاذ القرار في الاحزاب العربية وهم على الاغلب مصوتون فقط يتذكرهم رجل السياسة في كل انتخابات من أجل جمع عدد أكبر من الناخبين يدفعون دفة سفينته الى الطريق الى الكنيست . اضافة الى ان المواطن البدوي / المثقف البدوي لم تكن له محاولات فعليه للانخراط في هذه الاحزاب واثبات وجوده لهذه نجده مهمشا في برنامج القرارات المكون للحزب .
الاعتقاد السادس :
ابتعد المواطن البدوي في القرى البدوي عن الاعلام خلال 5 عقود وذلك لكون وسائل الاعلام آنذاك تركزت في ايدي حزبية فئوية تعمل لما يصب في مصلحة الحزب وما يخدم مصالحها ، كما ان البدوي صور في تلك الوسائل كمخالف للقانون وغير الملتزم وطنيا واحيانا كالمتخلف ، لم تكن هنالك حاجة لذكر البدوي لانه لم يطالب اصلا بهذا المطلب .
كل الاعتقادات اعلاه كانت بمثابة الدافع لأقصاء المواطن العربي البدوي من قبل الاحزاب العربية الى خارج الساحة السياسية واعتباره تكملة عدد يصب كصوت خام في صناديق الاقتراع .
Leave a Reply