بعد غياب عن الساحة الفنية يعود ابن قرية بئرالمكسور الفنان المتألق فارس غدير الى ساحة المحلية والعربية في مجموعة جديدة من الأغاني المجددة والجديدة وهذه المرة يخصنا بمقابلة خاصة لمجلة زوفة
التقاه وحاوره :هيثم الجاسم
الفنان فارس غدير صوت شجيّ وعذب صدح عاليًا ولمع نجمه، مع هذا فقدناك في الساحة الفنية، أين هو فارس خلال كل هذه المدة؟
نعم لقد غبت فترة لا بأس بها عن الساحة الفنية، وهذا يعود لأسباب كثيرة أهمّها صحيّة تتعلّق بالصّوت،
فقد تعرضت لمشكلة صحيّة في الأوتار الصوتيّة والتي سبّبت مشاكل في الصوت وبالتالي وبعد فحوصات أوصى الطبيب بعدم الغناء والتداوي بالنطق (التداوي بالنطق).
والحمد لله زالت هذه المشكلة، ولكن فضّلت عدم العودة للغناء حتّى إشعار آخر، وبدأت أراقب الساحة الفنية كمستمع وأتذوّق الموسيقى المختلفة وأتعرف على إمكانيات صوتي أكثر وأثري ثقافتي الموسيقية أكثر.
وفي الفترة الأخيرة أصبحتُ أشعر برغبة كبيرة بالعودة إلى الغناء والموسيقى بشكل كبير وأكثر من قبل وإن شاء الله هنالك عودة قريبة.
2. ماذا يحضّر فارس غدير بعد «حلمي «؟
ستكون -إن شاء الله- أعمال جديدة. هي حاليًا فكرة لا أكثر، ولكن سأبدأ عمّا قريب بالعمل، وإن شاء الله سيكون العمل عند حسن ظنّ الجمهور الكريم.
3. غنّيت الجبليّ والخليجيّ وأبدعت طربيًا، فماذا سيكون نصيب التّراث من صوتك؟
لقد غنّيتُ اللّون التراثيّ أيضًا، إذ قدّمت ثلاث أغاني، والتي لاقت استحسان الجمهور من إنتاج تلفزيون فلسطين، وما زالت تُعرض حتى اليوم.
اللون التراثيّ هو لون غنائي جميل جدًا، فهو هويّة الفنّان، وأنا أحبّ الأغاني التراثيّة، وسيكون هنالك تجديد وإحياء أغاني تراثيّة عما قريب –إن شاء الله.
4. أنت فنّان ملتزم لا تغنّي في الأفراح، وتلتزم بمبدأ الحفلة الرّاقية، مع أنّ هذا الشيء لا يساهم في انتشار أغنية فارس غدير، فما السّبب بالتزامك هذا وإلى متى؟
بالعكس، لقد غنّيت في الأفراح والمناسبات، وكانت انطلاقتي من الأعراس المحليّة ثمّ المهرجانات المحليّة وأعمال خاصة وتلفزيون وإذاعة، وأيضا عروض راقية وغير ذلك.
ولكنّ عدم استمراري بالغناء في الأعراس ليس من منطلق أنّ الغناء في الأعراس فيه انتقاص للفنّان، بل على العكس، إنّ الفنّان هو للجمهور، ويجب عليه مشاركة وإسعاد الجمهور، سواء في الأعراس أو غيرها، ولكنّ انشغالي بأشياء خاصة هو الذي جعلني أستبعد فكرة الغناء بالأعراس، لأنّ الغناء في الأعراس يتطلّب مجهودًا ومسؤولية كبيرة، وأفكّر جدّيًا بالعودة للغناء في المناسبات عما قريب، لا أعرف متى تحديدًا، ولكن قريب –إن شاء الله.
وأنا مؤمن أنّ مشاركة الفنان والغناء في الأفراح يساهم بشكل كبير في انتشار أعماله.
5. ما رأيك بالفن المحلي؟
حسب رأيي المتواضع، الفنّ المحليّ يحتاج إلى وقت واجتهاد أكثر، وموضوعيّة ودعم أكبر، ليصبح فنًا أكثر تطوّرًا، لا أرغب في أن أكون ناقدًا ولا محللًا للفن المحليّ، فأنا أنتمي لهذا الفنّ الجميل، ولكن حسب رأيي، يجب على الفنّان -وأنا منهم- أن تكون لديه مسؤوليّة أكبر في إثراء هذا الفنّ، وهذا يعني اختيار الكلمة واللحن بحِرفيّة ومسؤولية أكبر، مع الأخذ بالحسبان الثوابت التي تميّز الفنّ المحليّ، وحسب رأيي أهم هذه الثّوابت هي اللّهجة والمفردات الفلسطينيّة التي هي متنوّعة في بلادنا، والتي يجب أن تساهم في تطوير الأغنية المحليّة، ناهيك عن اللحن والتوزيع الذي ما زال يقيّد الأغنية المحليّة، فيجب على الملحّنين والموزّعين الاجتهاد أكثر من أجل إنجاح الفنّ المحليّ، بالرغم من وجود أسماء موزعين وملحنين موهوبين ومهمّين ومبدعين، ولكن هم قلائل جدًا.
6. أنت فنّان عربيّ بدويّ جئت من تراث هذه الارض، فماذا تحضر من تراثك البدويّ؟ وماذا ستغنّي له؟ ومتى؟
أنا أولاً فنان عربيّ وأعتزّ بعروبتي، وبدويّ أعتزّ أيضًا ببداوتي، بلهجتي وتقاليدي. وأنا شخصياً لا أفرّق بين الاثنتين، فالحضارة العربيّة غنيّة جدًا، تحوي بداخلها العديد من الشّرائح الاجتماعيّة التي هي مهمة جدًا، وهذا ما يميّز الفنّ المحليّ، وهو تعدّد هذه الشّرائح، الأمر الذي ينعكس على الفنّ المحليّ، ومن المفروض أن تثريه، وأعتقد أنّ اللهجة البدويّة التي تميّزني تُحسب لي، فهذا يساعدني على غناء ألوان غنائيّة أوسع وأكثر، فقد قدّمت أغاني ومواويل بدوية، وسيكون لي أعمال مستقبليّة باللون البدوي -بمشيئة الله.
7. أيّ نوع من الأغاني تفضّل؟ ولماذا؟
أفضّل أنواعًا كثيرة من الغناء كمستمع وكفنان، فالفنّان يطمح دائمًا أن يكون شاملًا، ولكن هنالك ألوان غنائيّة معيّنة أستمتع بغنائها أكثر من غيرها وخاصّة الطربيّ والجبليّ، وقد غنّيت ألوانًا غنائية كثيرة، كالعتابا والمواويل والطربيّ والإيقاعيّ والبدويّ وغيرها.
8. هل تعتقد أنّ الفنّان العربيّ في البلاد مظلوم إعلاميًا؟ ولماذا؟
أكيد أنّ الفنّان المحليّ مظلوم إعلاميًا، فالإعلام هو المنصّة الأهمّ التي من المفروض أن تساعد في إبراز المواهب والفنّ المحليّ، فلا توجد محطة تلفاز تعنى وتهتم بأعمال الفنّان المحليّ وتبثّها، وبسبب قلّة الاهتمام الإعلاميّ ترى الأعمال المحليّة قليلة نسبيًا، صحيح أنّ هناك برامج تُذاع في الراديو والتلفزيون للفن المحليّ، ولكنّ هذا لا يكفي، فاختيار الفنّانين لهذه البرامج يُؤخذ حسب اعتبارات لا أستطيع شرحها أو فهمها.
يجب على الإعلام أن يسعى وراء الفنان لا العكس، أتمنّى أن يتحسّن الوضع وتتوسّع دائرة اهتمام الاعلام بالفنّ والفنّانين المحليّين.
9. هيثم خلايلة ومنال موسى اخترقوا حاجز الحصار الفنيّ! هل هذا أمر مشجّع؟ ماذا تنوي أن تفعل في هذا الصدد؟
هيثم ومنال فنانان نفتخر بهما، وبالفعل لقد اخترقا الحصار، ووضعا بصمتيهما كفنّانَين محليَّين في العالم، هذا أمر مشجّع جدًا للكثير من المواهب في البلاد. أتمنّى أن نرى في كل سنة ممثّلين من البلاد في مثل هذه البرامج. بالنسبة لي أنا شخصيًا، لا يوجد عندي تخطيط مستقبليّ لخطوة مثل هذه.
10. إلى أيّ مدى الفنان فارس غدير مرتبط بالعائلة والمكان؟ وماذا تقول عن ذلك ؟
أنا مرتبط بالأرض والعائلة بشكل كبير جدًا. فالإنسان والفنان الأصيل يجب أن يتمسّك بأهله وأرضه، لأنّ كلّ شيء مصيره للزّوال، وتبقى فقط المواقف والأعمال.
11. خمس كلمات نحبّ أن نعرف تعليقك عليها بكلمة واحدة فقط:
الأغنية المحلية:
الطرب: غذاء الروح
الحب: عطاء
العائلة: استقرار
الدعم: يزيد الثّقة
المستقبل: أمل
12. شيء آخر يحب فارس غدير أن يقوله لنا ولقرّاء مجلة زوفة.
كل عام وأنتم بألف خير . سنة جديدة مليئة بالمحبة والسلام والاستقرار أتمنّاها للجميع.
Leave a Reply