هيثم الجاسم
مارك أورال قال ” نتائج الغضب أشدُّ خطراً من أسبابه ” وقال الكاتب العبقري ميخائيل نعيمة :”الغضب رغوة تثيرها نار الجهل ” وقال أيضاً عن الغضب في موضعٍ أخر ” إن العزة التي تنالها ساعة الغضب ، تفقدها ساعة الاعتذار ، فالغضب ضد العقل ” .
***
أحتاج لعقل إضافي لكي استطيع أن أفكر مثل أحمق هادئ لا يغضب ..، من منا لا يغضب ؟ ، ومن منا لم يدفعه غضبه إلى الخطأ ؟ ، أكاد أجزم أننا جميعاً خطاءون وإلا لما كنا بشراً أصلاً ..لا أخفيكم أمري .. وسأحدثكم بما يحدث لي عندما أغضب، على الأغلب أنني أقول كلام لا أقصده .. أو أتحدث بغير وعي .. حتى أنه يشل تفكيري أحياناً .. وعلى الأغلب (أيضاً) أنني لست أنا .. ، المشكلة الحقيقية هي هؤلاء الناس الذين يقع عليهم شر هذا الغضب ، نظلمهم أو نجرحهم .. أو نسبب لهم مشكلة ما وفي الغالب نجعلهم يغضبون أيضاً .. فنخسرهم ونحن بأمس الحاجة إليهم، أو نصنع فيهم شرخاً كبيراً لا يداويه الزمن .. أنه غبائنا الذي لا نسيطر عليه فيتدفق في رؤسنا كشلالٍ هادر على الواح عظيمة من “الزينكو ” فلا يخلف خلفه إلا الصوت المزعج الذي يصرع ولا يسبب سوا الطرش.. ، أنه تراكم لأفكارنا السوداء التي تغطي أبصارنا فتمنعنا من رؤية الأشياء الجميلة التي تمر حولنا أو نمر حولها .. باختصار أنه مأساتنا الوحيدة نحن البشر لولاه لأصبحنا آلهة أو حكماء صابرين .
. ***
إن أصبحت يوماً في تعب وحاولت الاتصال بصديق أو عزيز ولم يرد عليك!!.. رغم أنك اتصلت به البارحة ولم يجبك أيضاً .. لا تغضب فحاجتك إليه لا تقل عن حاجته (هو ) إليك .. لربما أنه في ضيق من الوقت ولم يستطع تلقي اتصالك .. حاول مرة أخرى .. ستجده في الغالب ينتظر منك اتصالا ..
***
إذا سمعت ما يضيرك ..من إنسان لم تتوقع منه أن يجرحك يوماً .. لا تغضب وأسأل نفسك عن السبب ربما في النهاية ستكون أنت المخطئ الوحيد .. تدارك غضبك كي لا تخسر أخر فرصة لاعتذارك ..
***
لا تغضب من أخطاء غيرك .. لأنك في أخطائهم ستملك الفرصة لكي تسامحهم فتجعل نفسك إنساناً حقيقياً فخوراً في نفسه ..
***
قم باكراً وابتسم في وجه مرآتك .. وقل “اليوم لن أغضب .. ” وسر بعد ذلك في طريقك وأبتسم في وجوه كل الأشياء حولك وستعرف كم هو سهلٌ تغيير حياتنا بابتسامة تجعل يومنا أجمل ..
***
أعتذر لكم جميعاً .. أعتذر لمن أخطأت بحقه ../ وأعتذر لكل هؤلاء الذين يعتقدون أنني أخطأت بحقهم .. /وأعتذر لمن أخطئوا بحقي إن لم أصافحكم أولاً .. / أعتذر لمن لم أبتسم بوجهه هذا الصباح .. أن أسف يا أصدقاء ..
Leave a Reply