هيثم الجاسم
من خلال قراءات ومشاهدات لاهمية امتحانات التوجيهي في المدن والقرى الفلسطينية والدول المجاورة كالاردن مثلاً، نستطيع أن نعرف قدر الأهمية التي ينالها أو تنالها هذه الامتحانات وكما تعرفون أن هذه الامتحانات عندنا يسمونها “البجروت” وهي لا تحظى بنفس الأهتمام رغم أنها تملك نفس الأهمية .
والسبب لذلك يعتبر ثقافياً وعلى الأغلب له دخل مباشر للاعتبارات المستقبلية للفرد وخاصة تلك التي تتعلق بطموح الفرد العربي في بلادنا، فالفرد عندنا يطمح بكل ما يتعلق “بالجيبة” ومشتقاتها ، فإن أراد أن يتعلم فيكون هذا ليحصل على وظيفة محترمة تدر مالاً وفيراً ، واذا أختار مهنة ما فهذا لأنها “تكسّب ذهب” وعلى الأغلب أن ذلك لا يتعلق بطموحه وميوله .
ولهذا توابع فمثلا نسبة كبيرة من الطلاب الجامعيين تبدل موضوع توجههم الدراسي بعد السنة الثانية ونسبة كبيرة تتعلم موضوع معين لهدف الحصول على اللقب الجامعي فقط .. يبدو الأمر مشروعاً فلا عيب في العلم والتحصيل العلمي، غير أن هذا الأمر كان سبباً مباشراً في خلق ثقافة “الفلاس” واللامبالاة التي تخيم على مجتمعنا العربي اليوم ..
اعرف أنني اطلت عليكم الشرح وبدوت كأني زجموند فرويد في شرحِ المطول رغم أنني اعرف بأنني جالس على الكرسي البلاستيكي مادا قدمي على سور البيت واضع حاسوبي على بطني كأني سلحفاه مقلوبة وأحاول أن ابدو حكيماً في مقالي هذا …
اعزائي القراء الحقيقة بسيطة … وكل ما قلته سابقاً كان بمثابة عملية تمويه لا غير …
فالسبب الرئيسي في كون إمتحانات البجروت لا تحظى بنفس الاهتمام التي تحظى به امتحانات التوجيهي في القرى الفلسطينية خارج الخط الأخضر هو أننا لا نملك ساعات بلاستيكية سايكو رقمية قديمة مزيفة ، كما أننا لا نملك “صنادل مشبكة ” صنعت في نابلس …،كما أن البناطيل “السكيني ” صارت تعيق الدورة الدموية و”التيتس” غدا احد الاسباب الرئيسية للاحتباس الفكري عند الشباب .. وكل ما قلته سابقاً عن ثقافة الفلاس والثقافة الاستهلاكية التي بتنا جزء منها هي ترّهات من بنات أفكاري لهذا لا تأبهوا بها وهلموا بنا نشتري ساعات سايكو وصنادل مشبكة ونحارب “السكيني” و ” التايتس ” ..
واعلموا أننا منذ هذه اللحظة صرنا نملك قضية مهمة … وهذا ما كان ينقصنا على الأغلب …
Leave a Reply