المعمر عطية الفاعور :"داعش يهلوس ولا يتأسف على موت العاهل السعودي "

هو قصة جميلة قبل أن يكون شخصًا عاديًا -أمدّه الله بعمرٍ مديد وصحّةٍ موفورة- روعتها تكمن في الذكريات التي يرويها الشيخ عن حياته الحافلة بالأحداث والذّكريات، رغم أنّه يقول: إنّني لم أفعل شيئًا سوى رَعي الماعز والبقر والنوق، في فترة حياتي السابقة، يقولها ساخرًا من سؤالي له.


حاوره : معين سواعد | تصوير : هيثم الجاسم


ومن ثمّ تابعَ حديثه إلينا بقصص تاريخية جميلة، سمعها وتناقلها رغم أنّه لا يعرف القراءة والكتابة، إلا أنّه يحفظ الشعطية الفاعور عر البدويّ ويتذكره في مواضعه، فقد حكى لنا قصة الزير سالم الذي وصل “بئر الخشب” كما يسمّيه أهل المكان، وكيف أنّ قوم همّام -كما يسمّيهم- سكنوا بالقرب من المكان، ومن ثمّ قصّ علينا القصة بتصويرة جميلة كما وصفها وكأنها مأخوذة من واقع المكان الذي عاشه في هذه المنطقة.
زوفة: احكِ لنا عن قصة حدثت معك أيام الحرب في الزّمن الماضي؟
لم يحدث معي أي شيء، فأنا منذ الصغر أرعى الماعز ، ومن ثم رعيت الإبل “البعارين”، ثم فلحنا الأرض، وتاجرت بالبقر وكنت أبيعها في منطقة “التشيك بوست” كما تُسمّى اليوم، بالقرب من حيفا، كنت أسافر إلى لبنان وأصل القرى الجنوبية منها. .
زوفة : هل تأكل من كل أنواع الأطعمة؟
لا آكل لحم الدجاج ولا بيضه، ولا أيّ لحم لا أذبحه أنا، كما أنني لا آكل من خضار “اليهود” كما يسميها، ويقصد الخضار التي لا يزرعها هو، وأنا كذلك لا أدخن، فقد هجرتُهُ منذ 50 سنة، حيث دخنت ما يقارب 12 سنة، ومنذ حججت بيت الله عاهدت ربي ألّا أدخن ولا أزرع الدخان، ولا أشرب ولا آكل إلا من الطعام الطبيعيّ كاللبن و”الخضار” كاللوف والشمرة والعقيد… ويحكي لنا عن اللوف، فيقول لنا إنه دواء لكل مرض خطير، ومن ثمّ يكمل لنا فيقول كنت أشرب من حليب الناقة وأنام في العراء لكي تطالني الشمس.
يحدثنا عن ماضيه قائلًا: كنت أجري بسرعة كبيرة، فإن جريت لا تلحقني الخيل، ويستشهد بحديثه من قصيدة لابن عدوان وقصته الشهيرة مع وضحة، والتي يقتبسها من تاريخنا العربيّ الأصيل.

بعد ذلك يبدأ الحاج فاعور بحديثنا عن قصة الخَلق، وكيف أنّ الشيطان أغوى آدم وحوّاء ليستشهد بحديثه عن الزواج والمرأة، ومن بعدها يبدأ حديثه عن كرهه ومقته الشديد لـِ”داغش ” كما يسميهم ويقصد هنا “داعش”، فيقول أتمنى أن أرجع فتيًا لأحاربهم.
يتكلم الحاج فاعور عن زيارته لأداء مناسك الحج في بلاد الحجاز ،ويقول: إنّهُ كادَ يُسجن هناك عندما رأى نساء يتسوّلنَ، فيسأل بدوره: من أين تلك النسوة؟ فيقولون له: إنّهنّ من السعودية! فيردّ: وهل ينقص السعوديّة مال حتى يكون فيها فقر وتسوّل؟ فيجيبه أحدُهم: إنّ هنالك طبقات معدمة وأخرى غنية، فينتقد بدوره الحال، ويقول إنّ مشكلتنا، نحن العرب، الخيانة، فرغم أنّنا نملك الغنى والمال والبترول، إلا أنّنا لا نملك شيئًا، لأنّنا كالبقر -أجلّك الله- مربوطون بخيط رفيع ولا نغادر مكاننا لأننا نعتقد كالبقر أننا مربوطون.
زوفة: متى ولدت أنت؟
وُلدتُ منذ زمن الحرب العالمية، وفي أيامها لم يكن هنالك تسجيل، وما زلتُ أذكر عندما رحل الأتراك، فأنا كنت أُرَبّى وأكبُرُ على شرب حليب الماعز منذ صغري أيّام الحرب العالمية وحتى اليوم، وأنا الآن على قيد الحياة فعدّوا أنتم، ويقول ممازحًا: عندما ولد سيدنا آدم عليه السلام كنت هناك…
IMG_3655

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.




%d مدونون معجبون بهذه: