*وضع موضوع “دمج الحوسبة” في مدارسنا البدويّة مقبول، ولكن هنالك مشكلة كبيرة في الصيانة
*أرى أننّا نمشي في الطريق الصحيح نحو الأفضل، فأنا أعي مشاكل الوسط البدوي من بنى تحتية وحاجة ماسّة إلى ميزانيات لدعم جهاز التعليم
هيثم الجاسم | zofa01@gmail.com
المربي غسّان غريفات، يسعدنا استضافتك عبر صفحات مجلة وموقع زوفة.
1. من هو المربي غسّان غريفات؟
غسّان غريفات من قرية بيت زرازير، حاصل على اللقب الثاني في التربية والتعليم، أنهيت دراستي الثانوية في مدرسة بيت زرازير، بدأت العمل في سلك التعليم في مدرسة الابتدائية الكعبيّة، ولا زلت أعمل فيها حتى يومنا هذا. بالإضافة لكوني أعمل مرشدًا مركّزًا للحوسبة في المركز الإقليمي لتطوير المعلمين-شفاعمرو. وكذلك مرشدًا مركَزًا للحوسبة في الوسط البدوي، لواء الشمال.
2. أنت مركّز موضوع الحوسبة في المدارس البدوية. ما رأيك في هذا الموضوع؟ وإلى أيّ مدى سيؤثر على سلك التربية مستقبلًا؟
موضوع الحوسبة في المدارس البدويّة هو نتيجة أوليّة وانعكاس لتطوّر تكنولوجيا المعرفة، والحاجة الماسّة لملاءمة جهاز التعليم لتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين، لذلك نحن مطالَبون بتغيير عميق وجذريّ في مبنى الدروس، والوحدات التعليمية، والبنى التحتية، ولإنجاح هذا المشروع يتوجّب استعداد المدارس لهذا التغيير.
وضع موضوع “دمج الحوسبة” في مدارسنا البدويّة مقبول، ولكن هنالك مشكلة كبيرة في الصيانة، فهذه الأجهزة حسّاسة جدًا، وبحاجة إلى صيانة وتجديد مستمرّ، وأيضًا هنالك نقص من ناحية البرمجيّات المحوسبة في اللّغة العربيّة، فأغلب البرمجيات باللّغة العبريّة.01
أما تأثير موضوع الحوسبة على سلك التربية مستقبلًا، فإنّه سيؤدّي إلى تغيير في طابع المدارس البدويّة، كما يبرز هذا التغيير أيضًا عند الأسرة البدويّة، حيث نلاحظ اليوم استعمال الهواتف الذكيّة والحاسوب والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ولكنّ الفرق -حسب رأيي- هو في عدم وجود مراقبة وتوجيه في نطاق العائلة كما هو موجود في المدارس. إنّ هذا التغيير سيؤدي -على الغالب- إلى نتائج أفضل إذا أحسنّا استعمال دمج الحاسوب في المسيرة التربوية. ومن الجدير ذكره أنّ هذا التغيير، بالنسبة للطلاب، هو أكثر متعة وتشويق من طرق التعليم التقليدية، لأنّ استعمال الحاسوب كوسيلة إيضاح بصرية وسمعية يسهّل عملية التربية والتعليم. بالإضافة لذلك، فإنّ نجاح هذا المشروع يعتمد كذلك على تقبّل المعلمين لهذه الخطة وتطبيقها.
3. كيف ترى سلك التربية والتعليم في المجتمع البدويّ؟ وماذا ينقصنا حسب رأيك؟
أرى أننّا نمشي في الطريق الصحيح نحو الأفضل، فأنا أعي مشاكل الوسط البدوي من بنى تحتية وحاجة ماسّة إلى ميزانيات لدعم جهاز التعليم، ولكنني آملُ خيرًا، بالأخص أنّ جهاز التعليم في لواء الشمال بدأ بمشروع استقلاليّة المدارس إداريًا، وهذا سيؤدّي إلى استقلاليّة في دمج مشاريع تربويّة حسب احتياجات كل مدرسة. ومع ذلك، ينقصنا موارد كثيرة وميزانيات، والأهمّ من ذلك الانضباط والنظام في جميع المجالات.
4 . غسّان غريفات، كيف سيكون الطالب في 2022 برأيك؟
2022 هي قريبة جدًا، ولكنّ التغيير سيكون سريعًا جدًا أيضًا، فكتاب الطالب سيكون إلكترونيًا، الأيباد والتابلت سيكونان بمثابة حقيبة المدرسة، لكنّ هذا سيكون اختياريًا وليس إجباريًا، بالنسبة لمدارسنا البدوية فالمدرسة التي تريد أن تحقق ذلك سيكون الطريق مفتوحًا أمامها، ولكنّ هذا يتطلب العمل الدؤوب من طاقم المعلمين والإدارة.
5. أنت تعلّمت في اليابان وزرتها، فماذا لفتَ انتباهك هناك؟
لقد حصلت على منحة تعليمية سنة 2005 حتى سنة 2007. تعلمت هناك اللغة والثقافة اليابانية، وأساليب التدريس في المدارس الابتدائية. لقد أعجبني في الشعب الياباني النظام، الانضباط، الأدب والاحترام المتبادل. بالرغم من التطور التكنولوجيّ السريع في اليابان إلا أنّ الشعب اليابانيّ يحافظ على العادات والتقاليد، يحترمها ويقدّرها.
6. ما الشيء الذي ينقص المجتمع البدويّ بشكل عام حسب رأيك؟
الشيء الذي ينقصنا هو زيادة الوعي لدعم المسيرة التعليمية، وتشجيع وحثّ أبنائنا على الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى حثّ أفراد مجتمعنا للحفاظ على تربية أبنائنا تربية صحيحة، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح بالترغيب وليس بالتهديد، وأن نكون قدوة صالحة يقتدون بها.hiroshima 015
7. ما هي الصعوبات التي واجهتك كمعلم في بداية عملك؟ وماذا تنصح المعلم الجديد؟
بشكل عام، لم أواجه صعوبات في بداية مسيرتي كمعلم، ولكنني كنت أتمنى وجود معلم ذي خبرة سابقة يوجّهني وينصحني؛ لأتمكّن من الاندماج بشكل أسرع، ولذا أنصح كلّ معلم مبتدئ وجديد بأن يستفيد من خبرة غيره، ويتلقّى النصائح منهم، فذلك سيساعده كثيرًا في بدايته.
8. لماذا اخترت مهنة المعلم، رغبةً أم صدفةً؟
في الواقع، أنا لم أختر هذه المهنة، بل اختارها لي والدي. لقد التحقتُ بالدراسة العليا بعد إنهاء الثانوية مباشرةً، وأنا أحمد الله وأشكره على ما أنا عليه اليوم، على نجاحي بفضل حسن اختياره هذه المهنة لي.
9. لو خيّروك وأعطوك إمكانية اختيار مهنة جديدة، بشرط أن لا تكون مدرّسًا، ماذا ستختار ولماذا؟
كنتُ سأختار إدارة مكتب استشارة للتعليم العالي في البلاد وخارجها؛ لأنّه يوجد نقص في هذا المجال، بالإضافة لأنّه يساعد الطلاب على شق طريقهم واختيار المجال الأنسب لهم، والذي يضمن نجاحهم في المستقبل.
10. كلمة تحب أن تقولها في الختام:
أتمنّى أن نقود مجتمعنا نحو التقدّم والنجاح إلى أعلى المستويات، وفي كل المجالات، بالرغم من الظروف الصّعبة، وأن نسعى للمحافظة على الاحترام المتبادل، وأن نحبّ لغيرنا ما نحبّه لأنفسنا. وكذلك أودّ أن أشكر موقع زوفة على هذه المقابلة التي فوجئتُ بها، وأتمنّى لكم دوام التقدّم والنّجاح، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد.
Leave a Reply