تصفحت خلال هذا الأسبوع عدة صفحات تابعة لمواطنين من قريتنا. كنت أنتظر منهم خبر أقرأه على صفحاتهم حول الحادثة التي حصلت في قريتنا وتم خلالها اطلاق الرصاص الكثيف على سيارة أحد المواطنين والتي تعود ملكيتها للشركة التي يعمل بها. الغريب في الأمر بأنني لم أجد مواطنا واحدا كتب أو استنكر الحادثة والتي كانت بفعل فاعل … هذه الحادثة صدمت صاحب البيت وعائلته، ليس فقط بسبب زخّ الرصاص الذي كان يهطل كالمطر، ولكنه استاء من عدم السؤال حوله وأهل بيته من قبل أهلنا وأهالي عشيرتنا. ..
أهلي وعشيرتي، أسأل ماذا حصل لنا في السنوات الأخيرة؟! كنا دائما متراصين .. كنا كتلة واحدة !! لماذا لم نسأل عنه ولم نقم بزيارته لمنحه الثقة بأننا معه وأننا جسم واحد؟ لماذا لا نعقد الاجتماعات ونندد بما حصل؟ لماذا لم تخرجوا مظاهرات ضد العنف المستشري والفلتان الأمني في قريتنا؟! لماذا هذا الصمت والسكون عما يحصل؟! لماذا كل هذا الخنوع؟؟ لماذا لا نرفع اللافتات الاحتجاجية ضد هذا العمل البربري؟ فقريتنا معطاءة .. نملك الشباب الذين نرفع رؤوسنا بهم… أسألكم وأسأل نفسي لماذا هذا الصمت؟ هل تقولوا لأنفسكم بأن ما حصل لا يعنينا؟ هل يوجد أحد من أهل القرية يراهن في هذا الزمان على أنه محصن من مثل هذه الحوادث؟ استغرب أمركم!!
عندما يضع شخص صورة له على شبكة التواصل الاجتماعي وهو يتناول وجبة عشاء،، أشاهد آلاف اللايكات لهذه الصورة!! بينما لم أقرأ كلمة أو إشارة بخصوص هذا المواطن!! نحن شعب منافق يتهرّب من المشاكل اليومية ويتنغّم على المناسبات والفخفخة ولا يهمنا أي حدث يحدث في قريتنا وبخاصة مثل هذا الحدث .. والله عيب. أقولها وبكل صراحة، طالما نحن مبعثرين عن بعضنا البعض، وحيّد عن ظهري بسيطة، سيبقى الخوف مسيطر عليكم إلى أبد الآبدين.
لماذا لا نعمل بالحديث: أنصر أخاك ظالما أو مظلوما؟!! عندما يحصل سوء تفاهم بين بعض الشباب من القرية، يتجمع الشباب هنا وهناك، ونسمع أحدهم يقول عندك، والآخر يقول: عند عيونك، والثالث يصرخ ويهدد، هذا هو حالنا. شاطرين على بعض. هل نسينا المثل الذي يقول أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب. اصحوا … توحّدوا … وقفوا جنبا إلى جنب يساند بعضكم بعضا!!!
أهلنا الكرام،
كتبت قبل يومين حول ما حصل من قبل الشرطة في إحدى حاراتنا، واليوم أسأل أين الشرطة من هذا الحادث، مع العلم أن الكاميرات تملأ شوارعنا وبالإمكان تتبع المتسببين في الحادث. كاميرات على جميع مداخل قريتنا، وعندما تسأل الشرطة، تقول لك: سنحقق في الحادث. الخلاصة تقول: الشرطة لا تعطينا الأمان. تكتّلنا سويا ومع المجلس المحلي هو الرادع الوحيد للأمان … إذن نحن فقط لا غير يجب أن نكون يدا واحدة وسندا لبعضنا البعض، وأن تكون هناك لقاءات واجتماعات وأن تشكل لجنة شعبية لتكون مساندة للمجلس المحلي ومحاربة هذه الظاهرة الخطيرة والدخيلة على قريتنا!!
رجاء ثم رجاء أن تكون الشباب يدا واحدة وقلبا واحدا لوقف هذه المهاترات التي تحصل في قريتنا.
ملاحظة: أطلب من جميع أهالي القرية والذين لهم صفحات على منصات التواصل الاجتماعي أن يكون يوم غد الجمعة يوم استنكار وتنديد لما حدث للمواطن ابن قريتنا وأن يكون شعار الصفحه تحت اسم #صمتك #جريمة .
أخوكم
خضر الطيب